تطبيقات النظرية النسوية المعاصرة ودورها في العلاقات الدولية (سنغافورة أنموذجاً)

الملخص

منذ نشوء علم العلاقات الدولية كحقل علمي أكاديمي مستقل ظهرت نظريات واتجاهات مختلفة حاولت فهم وتفسير الواقع الدولي واعطاء صورة واضحة عما يحدث داخل النظام الدولي من تفاعلات وتأثيرات والبحث عن ادوات الاستقرار والسلم في العلاقات الدولية، ومن ضمن تلك النظريات هي النظرية النسوية التي تعد اتجاها فكريا جديدا على مستوى نظريات العلاقات الدولية والتي حاولت اعطاء تفسير لما يحدث في السياسة العالمية وفي العلاقات الدولية خاصة. فالقضية الاساسية التي اهتمت بها النظرية النسوية هي عدم تبعية المرأة للرجل او هيمنته عليها بالنظر الى ان النساء والامور المرتبطة بهن شكل مختلف ومتدني وذو قيمة اقل من الرجال وخاصة تقليل دورها في صنع القرار، وقد عرف معجم اوكسفورد النظرية النسوية بانها الاعتراف للمرأة بالحقوق وفرص مساوية للرجل وذلك في مختلف مستويات الحياة العلمية والعملية.

بدأت المطالبة بحقوق المرأة منذ المؤتمر التأسيسي الاول الذي عقد في باريس سنة ١٨٩٢ واهمها حقوق التعليم وحق الانتخاب وان يكون لها دور في صنع القرار، وفي حقبة التسعينيات شهدت دخول المرأة في حقل العلاقات الدولية  وعدها طرف فاعل مثلها مثل الرجل وزاد الطموح للمطالبة بقيادة المجتمع الدولي من خلال قيادة الدول التي تعاظم دورها في الآونة الاخيرة حتى وصل عدد الدول التي تحكمها النساء اكثر من (١٦) دولة، وشهد حكمهن قيادة مميزة على الاصعدة كافة وخاصة في ادارة ازمة وباء(كوفيد ١٩) عام 2019، اذ شجع رواد النظرية النسوية بتقديم مزايا القيادة النسوية والتي تحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومن ثم تحقق السلم والامن الدوليين واستقرار العلاقات الدولية وان وجود الحروب وعدم الاستقرار راجع الى العالم الذكوري ووجود الرجل في صنع القرار والحل الامثل هو قيادة المرأة التي اثبت نجاحها في دول مثل( المانيا، كرواتيا، نيوزلندا، سنغافورة ....وغيرها)، بما ان بحثنا تناول سنغافورة انموذجا لذا سوف نركز هنا على التجربة السنغافورية في قيادة المرأة لها المتمثلة بالسيدة حليمة يعقوب، المرأة المسلمة من اصل هندي التي فازت في انتخابات ٢٠١٧ لتكون الرئيس الثامن لسنغافورة دون ان تدخل في سباق انتخابي اذ لم يرشح معها احد، دولة سنغافورة الواقعة جنوب شرق اسيا تعد رابع اكبر مركز مالي في العالم وواحدة من اغنى بلدان المنطقة والاكثر استقرارا من الناحية السياسية.