جدلية الحرية والقانون في فكر فردريك هيجل

الملخص

تعد الفلسفة السياسية الغربية من الفلسفات التي تناولت العديد من الأفكار والطرح الذي يتضمن مفاهيم ولدت في العصور القديمة، اذ تمثل الفلسفة اليونانية الجذور الأساسية لتطور الفكر السياسي ودراسة الظاهرة السياسية ومحطة لانطلاق الفكر السياسي، وان استكمل الأمر مع الرومان، والمدارس الفكرية التي مثلت أنموذجا لبناء الدولة، ووصولا إلى العصر الحديث فان المطلق والنسبي كان محط نقاش من  اغلب الفلاسفة، فانتقاله الفكر كانت مع ديكارت، والتحول الفكري من المطلق إلى النسبي كانت مع نيتشه، أما الجذر الأساس لكل ذلك فهو يتمثل بالفيلسوف الألماني هيجل.

كان فكر هيجل نظري بحت وفلسفي في طرحه، حيث يرى إن الديالكتك يمثل روح التاريخ من خلال طرح المثلث الجدلي، كما إن عملية نمو التاريخ وتطوره تعتمد في حد ذاته على محددات أساسية والتي تتمثل في الحرية والتي تعني روح التاريخ والتطور والنمو، كما يرى هيجل إن هوية الفكر والوجود تتمثل في ثنائية لا يمكن أن تنفصل عن بعضها، فمضمون هوية الشيء وجوده والأخير يمثل هوية الشيء، كما يرى إن كل طرح فكري هو مليء بالتناقضات والاختلافات والحقائق الجزئية، اذ يمكن أن توحد كل تلك الاختلافات وفق نسق عقلي محدد، كما إن هيجل ينظر إلى التاريخ نظرة من زوايا ثلاث مختلفة وهي: التاريخ الأصلي، والنظري، والفلسفي وكل ذلك يمكن أن يحقق الحرية وفق نظام نسقي محدد ينسج التطور للدول.

كما يشير هيجل إلى مفردة الحرية والتي يطلق عليها (الحرية الفردية المادية) والتي تمثل حلقات مستمرة للتطور وهذا ملا حظه هيجل عند مقارنة الحرية عند اليونان والرومان، إذ كيف تصور الحرية عند اليونان لان الأفكار نحو الفردية ما زالت في تطور عنها في الرومان ورؤية الرواقين لها، ويرى هيجل إن الحرية وانتشار مذاهبها يمثل نوع من الصراع على السلطة ولكن المسيحية قدمتها بصورة العالم الطبيعي لان الطبيعة تمنحهم الحرية وهي حرية مميزة وفق رأي هيجل.