نظام الكوتا النسوية بوصفه مدخلاً لبناء المجتمع العادل : دراسة في تمكين المرأة الكوردستانية
DOI:
https://doi.org/10.30907/jj.v0i55.518الملخص
يمكن القول أنَّ ماهيّة الكوتا النسوية تتمثل في ضرورة قيام الدولة بالتدخل في إحداث التغيير لِصالح المحرومين من النساء والأقليات الثقافية، ومن منظورِ أنَّ العدالة التعويضية تقتضي التعامل بصورةٍ متفاوتة مع المُتباينين ثقافياً وإقتصادياً لِصالح المحرومين منهم. وإنَّ مجرد التمتع بالكوتا لا يعني تحقيق كامل المساواة بعامة، بل يُعَّدُ ذلك بمثابة خطوةٍ كبيرة نحو تحقيق هذا الهدف، لِكون الأخير يتطلَّب بالضرورة مجموعةً من الآليات القانونية وغير القانونية الهادفة الى تمكين المرأة والتوسيع من قدراتها، مما يفسَح السبيلَ لِجعل دائرة الاختيار المتاحة أمام المرأة مساويةً لدائرة الاختيار والقدرات المتاحة أمام الرجل. من جانبٍ متصل، فإنَّهُ في ظلِّ غياب الدستور الكوردستاني المكتوب، ينبغي إجراء حُزمةٍ من الاصلاحات القانونية لِمجموعةٍ القوانين والتعليمات ذات العلاقة وبصورةٍ متزامنة، من أجل تحقيق الغاية الرئيسية والمتمثِّلة في التمكين السياسي للنساء، وعبر الأخذِ بفكرةٍ حاكمة لِجانبَين مترابِطَين: أولهما يتمثّل في إزالة مختلف المعوقات القانونية ذات العلاقة بمشاركة النساء السياسية. أما الثاني فيتجسَّدُ في الجمع بين اتخاذ العقوبات تجاه الاحزاب التي لا تتبنى الكوتا أو تتبناها بنسبٍ مُتدنية، وبين تقديم الحوافز المادية للأحزاب والكيانات السياسية التي تتبنّى الكوتا النسوية بنسبٍ تمثيليةٍ تَفوقُ الحصة المقرّرة وتنتهج البرامج الداعمة للمرأة.