قراءة سياسية في مبادرات اعلان الشرق الاوسط منطقة خيالية من اسلحة الدمار الشامل
DOI:
https://doi.org/10.30907/jj.v0i55.16الملخص
لخلاصة شهدت منطقة الشرق الاوسط مع بداية عقد التسعينات من القرن العشرين مجموعة من التحولات الدولية والاقليمية تركت اثرها على اوضاع المنطقة السياسية والاستراتيجية والعسكرية والامنية ومستقبل نظمها السياسية , وهذا التطور انعكس على قضية ضبط التسلح في المنطقة , فجعلت المطالبة بان تكون المنطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل من القضايا المهمة والحيوية المؤثرة في مستقبل المنطقة متأثرة بالتحولات الدولية المتعلقة بتصدر قضية ضبط التسلح على قائمة اهتمامات الدول الكبرى , حيث تم التوصل الى مجموعة من المعاهدات بدأت بالاتفاق الثنائي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لإنشاء مراكز لخفض المخاطر النووية لعام 1987 ثم تم الاتفاق على معاهدة إزاله الصواريخ المتوسطة المدى من اوروبا في كانون الاول 1987, وكذلك معاهدة خفض الطرفان لترسانتهم النووية الى حوالي 30%من المخزون وقت ابرام الاتفاق عام 2000 ثم معاهدة (ستارت 1) لعام 1993 وهذا التطور على صعيد ضبط التسلح ادى الى ظهور مفاهيم جديدة كتدابير بناء الثقة والشفافية , فضلا عن ذلك ان التغير الذي اصاب السياسات والترتيبات الامنية والاليات المستخدمة للحفاظ على المصالح الاستراتيجية للقوى الكبرى في المنطقة وخاصة الولايات المتحدة الامريكية التي اصبح ضبط انتشار اسلحة الدمار الشامل على مستوى العالم عامة والشرق الاوسط بشكل خاص من اهم اهداف سياستها الخارجية , بقصد فرض سيادتها وهيمنتها على العالم , وقد مثلت حرب الخليج الثانية الفرصة الذهبية لإعادة ترتيب اوضاع المنطقة بما يخدم مصالحها الاستراتيجية والامنية , بدءا بالقضاء على اسلحة الدمار الشامل العراقية ومرافق انتاجها وفقا لنص قرار مجلس الامن المرقم 687 / 1991 , واستخدامه وسيله لتحذير دول المنطقة الاخرى من اية محاولة لتطوير قدراتها في هذا المجال , وهذا الامر هو الذي ادى الى تطورات على المستوى الاقليمي , حيث قاد الى زيادة الخلل في التوازن العسكري لصالح اسرائيل, والانفراد الامريكي في الترتيبات الامنية للمنطقة. ان التطورات الدولية والاقليمية تركت اثرها على قضية ضبط التسلح في المنطقة حيث قادت الى مبادرات عديدة دولية واقليمية وعربية وهذه المبادرات وخاصة الدولية لن ينصب على اسلحة الدمار الشامل فقط ولا على منطقة الشرق الاوسط تحديدا مثل مبادرة الرئيس الامريكي جورج بوش ومبادرة الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران و ومبادرة الرئيس الامريكي بيل كلينتون , وكذلك المبادرة الالمانية وانما على مجمل المخزونات العالمية من اسلحة الدمار الشامل , اما المبادرات العربية فقد ركزت على تعزيز نظام الضمانات الخاص بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحقيق عالمية معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية لعام 1968 دون استثناء وتمكين الدول النامية من الحصول على التقنية النووية للأغراض السلمية .