مقومات التسامح العالمي وتاثيرها على السلام

الملخص

الخلاصة

تكتسب فكرة التسامح اهميتها الراهنة في ضل مجتمع دولي يعاني من العنف والحروب والازمات الداخلية والدولية تمارسه قوى وحركات متعصبة ومتطرفة تعمل باسم الدين على اقصاء الاخر المختلف المسلم وغير المسلم وفقا لسلوكيات ومنهجيات غير مالوفة في الشريعة الاسلامية والواقع الاسلامي بما تمتلك من نظرة اقصائية انغلاقية ازاء التعددية الدينية,الثقافية, الحضارية..التي تميز عالمنا اليوم . كما يعاني المجتمع اليوم من طروحات فكريةغربية استعلائية تنظر بنظرةفوقية للآخر المختلف ايديولوجياً, حضارياً, ثقافياً دينياً في عالم الجنوب, وهذا ما مثلته اطروحة نهاية التاريخ لفوكوياما وصدام الحضارات لهنتغتون, وعليه فانه لابد من مواجهة هذه الافكار والسلوكيات المتعصبة والمتطرفة, لذلك نجد حفظ الحياة وحق العيش بسلام وامان وحرية في ضل مجتمع دولي يسوده العدل والمساواة, يحتاج الى معالجة فكرية وثقافية واخلاقية وسياسية قبل ان تكون قانونية, هذه المعالجات تقوم على الحوار والتعاون والثقةوالاحترام والاعتراف المتبادل والتسامح لذلك نجد في اهميةالتسامح لاتكن فقط في داخل الدولة ذات التنوع الديني, القومي.... بل ان المجتمع الدولي بامس الحاجة الى اليات تواجه الارهاب والعنف بفكر يقوم على احترام حق الاختلاف والتنوع والتعدديه وعليه فان التسامح يمثل ضرورة سياسية,ثقافية, اخلاقية تستندالى اسس قانونية دولية مثلتها الامم المتحدة عبر مؤتمراتها واعلاناتها وقراراتها الدولية الصادرة عنها وعن وكالاتها المتخصصة والتي توجت بالاعلان العالمي للتسامح واليوم العالمي للسلام الدولي, واسس سياسية تمثلها الديمقراطية والمواطنة العالمية التي تحترم كافة الهويات وتسعى الى احترام حقوق الهويات الاخرى تحت مظلة هويةعالمية انسانيةواحدة تحترم الجميع, ومجتمع مدني عالمي ذو هدف انساني واحدلايعرف حدود وهوية وقوميةدولة معينة ,واسس ثقافية وتعليمية عبر خطط وبرامج تعليمية وتثقيفية تشجع روح التسامح والسلام العالمي. وعليه جاءت الدراسة لتؤكد جدلية العلاقة بين مقومات التسامح والسلام العالمي فافترضت (ان لمقومات التسامح دور ايجابي وفعال في تعزيز التسامح العالمي), اما هيكلية الدراسة فقد قسمت الدراسة الى ثلاثة مباحث:تناول الاول "مفهوم التسامح والسلام العالمي "وتناول المبحث الثاني" تاثيرالقانون الدولي والمواطنة العالمية في تعزيز السلام العالمي"لكونها احد مقومات التسامح العالمي, وتضمن المبحث الاخير"دور الديمقراطية والتربية التعليم"في تعزيز السلام العالمي ثم اختتمت الدراسة بالخاتمة.