دور رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) في تحقيق الأمن الإقليمي

الملخص

   يعد الطابع التنظيمي للعلاقات بين الدول من بين أهم الملامح الرئيسية التي تميز بها القرن العشرين على أنه عصر التنظيم الدولي، لاسيما بعد زيادة عدد الوحدات السياسية بعد الحرب العالمية الثانية التي تبلورت فيها الإقليمية كظاهرة، فهي ليست حديثة إذ أن هناك العديد من التكتلات كالاتحاد الأوربي التي تطورت فيه فكرة التكتل الإقليمي بشكل بارز، لاسيما في أوربا إذ برز بعد جدل دار حول ما سُمي بالعالمية في مواجهة الإقليمية  Global vs. Regional، إذ ذهب أنصار التوجه العالمي بأن إقامة تنظيم عالمي يشمل جميع الدول، كأحسن طريقة لتحقيق السلم والأمن الدوليين، في حين أكد أنصار التوجه الإقليمي على أهمية إنشاء تنظيمات إقليمية لتحقيق ذلك، ومن هنا نشأت نظرية ''السلام الإقليمي'' بعد الحرب العالمية الثانية. ولما كانت قدرات الدول النامية على المنافسة من الضعف بمكان، سعت الكثير من هذه البلدان إلى الأخذ بصورة أو بأخرى من صور التعاون الإقليمي بهدف تعزيز قدرتها الاقتصادية في مواجهة تلك التحديات. وفي هذا الإطار تمثل تجربة « رابطة جنوب شرق آسيا » والمعروفة اختصارا بــ الآسيانASEAN   نموذجاً متميزاً في هذا الصدد على النحو الذي دفع إلى عدها نموذجاً قابلاً للاحتذاء من جانب الدول النامية في سعيها لتعظيم مكاسبها ضمن الواقع الدولي المعاصر. ومن هنا تأتي أهمية هذه الورقة البحثية التي تسعى إلى التعرف على عوامل نجاح او عجز تجربة « الآسيان » في تحقيق الأمن الإقليمي ومكامن ضعفها والتحديات والصعوبات التي تواجهها وكيف تتعامل معها، وصولاً إلى التعرف على مدى إمكانات الاستفادة من هذه التجربة في إطار المنطقة العربية.

_{تاريخ الاستلام: 28/2/2022} 

  _{تاريخ قبول النشر: 14/3/2022}