الصراعات السياسية الدولية والمحلية في الجنوب اليمني1869-1918
DOI:
https://doi.org/10.30907/jj.v0i47.199الملخص
عدن مدينة قديمة وعريقة ذُكِرَ اسمها في القران الكريم بـ ( جنات عدن )، أي جنات إقامة، فجاءت عدن من العدون بمعنى الاقامة أو التوطن بالمكان، وهذا وصف لتلك الجنات ، ونستدل من ذلك أن عدن كانت اسماً جغرافياً أي مكان، كما ذكرها اليونانيون والرومانيون باسم (Adana) أو (Athena) و( يودايمون ) (Arab Eudemon) أي البلاد السعيدة، وسمّاها الرومان (رومانيون امبريوم ) أي المخزن الروماني,وسميت بـ ( جبل طارق الشرق )، كما ارتبط تاريخ عدن بتاريخ اليمن, وتاريخ الركن الجنوبي الغربي للجزيرة العربية, ولأهميتها الاستراتيجية والتجارية أصبحت هدفاً للطامعين, لأن لها ميزه مهمة هي أنها تقع في أمنع المناطق الجنوبية على ساحل البحر جنوب غرب الجزيرة العربية، ووصفت بأنها حلقه اتصال بين الشرق والغرب. كما عُرفت عدن ( بعين اليمن )، وهي أول نقطة يفكر فيها الفاتحون الجدد للاستيلاء عليها والتحصن بها ، كما أنها آخر نقطة يحرص المغلوب على التشبث بها والدفاع عنها,ومدينه عدن القديمة تطل على المواني الشرقية مباشره وتحتل الجزء الشرقي من شبه جزيرة عدن والتي تعرف برأس عدن. وبعد ان نُشر الأمن حول عدن، اتجهت السفن إليها لقربها من مواني المحيط الهندي بعد أن كانت تفضل الاتجاه نحو المواني اليمنية الأخرى، والحجازية على البحر الأحمر، نظراً لتوفير الأمن في هذه الموانئ , ووصفها الرحالة بانها منطقة عظيمة، ولذلك حرصت بريطانيا للحصول على موطئ قدم لها في منطقة عدن وما جاورها لأهميتها الإستراتيجية بالنسبة لمصالحها، ومن أجل ذلك فان النشاط البريطاني قد ازداد حماساً مستغلاً أي فرصة ثمينة للوثوب على أي جزء من أرض اليمن، فقد وصل (اللورد فالنتينا ) إلى الهند على رأس وفد بريطاني عام ( 1805) طالباً ضرورة العمل على إيجاد أفضل وسيلة للحصول على موطئ قدم في البحر الأحمر والجزء الجنوبي من اليمن، ليكون مانعاً لتقدم أي من أعداء بريطانيا من ناحية الغرب، وقام آخرون بزيارة الموانئ اليمنية على البحر الأحمر ومنها عدن التي أعلنوا صراحة أهمية احتلالها , وأوصوا بفتح طريق البحر الأحمر أمام البريطانيين وطريق عدن وجزيرة كمران واستبداله بالطريق الخطر المار بالبصرة والخليج العربي , فضلاً عن انه لا توجد سفن معادية لبريطانيا في تلك المنطقة، وعليه من السهل على بريطانيا أن تحتل أي جزء تريده هناك. لقد بقي البريطانيون حوالي العشرين عاماً جوار المنطقة يسجلون استكشافاتهم ويسعون إلى عقد معاهدات مع زعماء المنطقة تمهيداً لرفع العلم البريطاني عليها، كما ذُكر أن العثمانيين قد تعاطفوا مع البريطانيين في هذا المجال لضعف اهتمامهم بعدن في تلك الفترة، فضلاً عن أن العثمانيين قد لبوا طلب البريطانيين بجعل عدن مركزاً تجارياً لهم للوصول إلى الهند، وان ما زاد من اهتمام البريطانيين بعدن أنهم وجدوها أصلح مكان ليكون مستودعاً للفحم لتموين بواخرهم وهي تعبر البحر الأحمر في طريقها إلى الهند.