دور الاتحاد الأوربي في حل الصراعات للجوار الشرقي: نماذج مختارة

الملخص

كان الهدف من إطلاق الشراكة الشرقية للاتحاد الأوربي في عام 2009م هو الإشارة إلى مستوى جديد ومرتفع من مشاركة الاتحاد الأوربي مع دول الجوار الشرقي. ومع ذلك، لا تزال هناك عدة صراعات طويلة الأمد ومن المحتمل أن تزعزع الاستقرار في المنطقة، والتي كانت مشاركة الاتحاد الأوربي فيها حتى الآن متقطعة في أحسن الأحوال. لقد كان استعمال الاتحاد لسياسته الأمنية والدفاعية المشتركة (CSDP) في المنطقة وللمساعدة في حل هذه النزاعات بشكل خاص وغير متسق، وقد عصف به عدم الترابط بين المؤسسات وقوضه عدم قدرة الدول الأعضاء على الاتفاق على رؤية استراتيجية واسعة للتفاعل مع المنطقة.

وقد عانت بعثات الــ (CSDP) الثلاث المنتشرة في المنطقة حتى الآن من هذا التنافر بدرجات مختلفة. على وجه الخصوص، تم تكليف الثلاثة بولايات طويلة الأجل تتجاوز بكثير قدراتهم الحقيقة، لأسباب رمزية إلى حد كبير. يعكس هذا التصور السائد في بروكسل حتى بعد معاهدة لشبونة، بأن أدوات الاتحاد الأوربي إما "سياسية"، مثل الــ (CSDP)، أو "تكنوقراطية"، مثل سياسة الجوار الأوربية (ENP). ومع ذلك، فإن دور الــ (CSDP) كرمز سياسي جعل الدول الأعضاء مترددة في نشره في مثل هذه المنطقة الحساسة سياسياً، وهذا التمييز المصطنع وغير الواقعي بين نوعي أدوات السياسة قد أعاق قدرة الاتحاد الأوربي على استعمال مجموعة واسعة من الأدوات في طريقة فعالة ومتماسكة وطويلة الأجل.

تجادل هذه الورقة البحثية بأن إنشاء خدمة العمل الخارجي الأوربي (EEAS)، فضلاً عن المناخ الحالي الإيجابي نسبيًا للعلاقات الأوربية - الأوربية، يوفر فرصة لا مثيل لها للاتحاد الأوربي لإعادة النظر في منهجه لاستعمال الــ (CSDP) للمساعدة في حل النزاعات في شرقه. اذ يجب أن تضع دائرة الشؤون الخارجية الأوربية مجموعة من الأهداف السياسة الواقعية لكل من النزاعات الرئيسة الثلاثة في المنطقة: في ترانسنيستريا وناغورنو كاراباخ والمقاطعتين الانفصاليتين جورجيا وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. كما يجب على دائرة الشؤون الخارجية الأوربية، جنبًا إلى جنب مع المديرية العامة لسياسة الجوار الأوربية، التخطيط معًا لاستعمال أدواتهم المختلفة لدعم بعضهم بعض، بدلاً من، كما كان الحال في كثير من الأحيان حتى الآن، مجرد إحاطة بعضهم بعض بسياسات منفصلة وغير متوازية.