تطور القوة والقدرات الصينية بعد الحرب الباردة
DOI:
https://doi.org/10.30907/jj.v0i56.128الملخص
الملخص : يتناول البحث تطور القوة والقدرات الصينية المتنوعة (العسكرية، الأمنية، الاقتصادية، التكنولوجية والتفوق العلمي)، ويبين البحث أنَّ تفوق الاقتصاد الصيني ونموه، كان له انعكاس ايجابي على بقية القوة والقدرات الاخرى، أي بمعنى هو اساس التطور في كافة المجالات. إنَّ التطور في القوة والقدرات العسكرية الصينية كان له الأثر الواضح على العقيدة الاستراتيجية الصينية، وهذا ما يتناوله بشيء من التفصيل هذا البحث، كذلك يتناول تطور القوة النووية الصينية، ولا يغفل سياسة الصين الامنية والتي تشير الى حماية سيادة الدولة والتركيز على وحدة وسلامة الاراضي الصينية. كذلك يتناول البحث القوة والقدرات الاقتصادية الصينية بشقيها الداخلي والخارجي، وعلى الصعيد الداخلي تمت متابعة تطور الاقتصاد الصيني عبر مراحل مختلفة وكذلك تناول القرارات التي أدت الى هذا التطور، وعلى صعيد القوة والقدرات الخارجية أشار البحث في ذلك الى (تجمع دول بريكس، مبادرة الحزام والطريق) كنماذج لهذه القوة والقدرات، ولم يتناسَ البحث القوة والقدرات التكنولوجية والتفوق العلمي الصيني ومسارهما عبر انشاء مراكز بحثية للتطور والتدريب والتعاون مع الباحثين وكيفية سد الفجوة التي تفصل الصين من الغرب، واشار البحث كذلك الى تطور تكنولوجيا الفضاء. المقدمة أصبح تقدم الصين وتأثيرها في النظام السياسي الدولي يعتمد على عدة مرتكزات جوهرية وهي فاعلة ومؤثرة، كون أن قوة الاطراف الفاعلة فيه تستند الى مجموعة من القدرات التي تمتلكها الدول، كما ان قوة الدولة لا تقتصر على القدرات العسكرية فحسب، بل تأخذ منحى اخر يشمل كل القدرات المعنوية والمادية، وان امتلاك مقومات القوة لدولة معينة، يسمح لها بالتأثير الخارجي في سلوك الاخرين، ويقترن هذا التأثير مع اهداف سياستها الخارجية من اجل ضمان تحقيق مصالحها واهدافها القومية. لقد شهدت مرحلة مابعد الحرب الباردة تغيرات مفاجئة أخلت بتوازن القوى في النظام الدولي، ولاسيما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في تسعينيات القرن الماضي، مما سبب انحراف بوصلة النظام الدولي الى صالح الولايات المتحدة الامريكية والتربع على قمة الهرم الدولي وفرض هيمنتها شبه المطلقة، الامر الذي بدوره ادى الى بروز قوى جديدة واهمها القوة الاقتصادية (الصين) لتدخل ضمن سباق التنافس والتأثير في الساحة الدولية مع الدول الكبرى، وبخاصة مع القطب الامريكي المسيطر، فقد عملت على تطوير قدراتها في كافة الجوانب (الاقتصادية، العسكرية، تكنولوجية، العلمية) والظهور كقوة فاعلة ومؤثرة في النظام الدولي. تذهب فرضية الدراسة الى سعي الصين في تطوير مقومات القوة الشاملة والقدرات الصينية بعد مرحلة الحرب الباردة، مقارنة مع المرحلة السابقة التي عرفت بها الصين بمحدودية الامكانات التي تمتلكها، وانسجاماً مع متطلبات هذه المرحلة والمتغيرات التي طرأت عليها والظهور بوصفها قوةً مؤثرة في الساحة الدولية. حيث أدركت الصين ان القدرة التأثيرية لها لا تتمثل بما تمتلكه من قدرات اقتصادية هائلة فحسب، وانما ضرورة تطوير قدراتها في كافة المجالات .